Blog

إغلاق المشاريع في ظل جائحة فيروس كورونا

لا يزال الوضع مقلقاً لمعظم الأشخاص بسبب الجائحة التي نمر بها وهذا ما يجعلهم يجهلون المستقبل وما يمكن حدوثه، وكيف يمكنهم جعل شركاتهم أو المشاريع الخاصة بهم أن تستمر.

ففي مملكة البحرين كان الإغلاق مؤخراً لمدة أسبوعين، وبهذا الحال كانت الأوضاع مسيطر عليها إلى حدٍ ما بالنسبة لمعظم أصحاب المشاريع وكأنها أحد الإجازات التي يمكنهم من خلالها الراحة لبعض من الوقت. ولكن عند ازديادها لمدة أسبوعيين إضافيين فأصبح هناك ضرراً وأثرت سلباً على مشاريعهم مما دفعهم للتفكير بإغلاقها لعدم استطاعتهم الاستمرار في العمل وبهذا ازدادت الاتصالات حول بيع شركاتهم.

وقد يكون اتخاذ قرار بيع الشركة عندما تزداد الضغوطات المادية أو الضغوطات العصبية والإجهاد للشخص ذاته، وهذا ما يوصله إلى الشعور بعدم المواصلة وإنما الرغبة بإنهاء ما يقوم به. فتراه يقوم ببيعه بأرخص الأسعار.

ويمكنك تخيل ذلك، بأن ما هو متوفر في السوق حالياً هو وجود ٥٠ أو ١٠٠ مطعماً، وفي هذه الحالة يرغب جميع ملاك هذه المطاعم ببيعها أو إغلاقها في الوقت ذاته، فلدى المشتري الخيار لأن هناك عرض وطلب.

ففي الماضي عندما كان الشخص يريد أن يقوم ببيع المطعم الخاص به، فيمكن للمشتري أن يقول بأن المطعم جاهزاً فلا يريد أن يقحم نفسه في هذه الأمور فعادةً ما تراه يقوم بشرائه مثل ما هو ويقوم بعملية التعديل لوجود الإمكانية، فلديه ١٠ آلاف دينار، سيقوم بالإنفاق عليه بمبلغ ٥ آلاف أو ٦ ألاف دينار بحريني ومن ثم سيشتري المطعم، ويقوم بتعديله بمبلغ ٤ آلاف دينار، وسيظن بأن ذلك أوفر له لأن المطعم قد سبق وأنفق عليه ٢٠ أو ٣٠ ألف دينار بحريني، وكأنه عثر على مبلغاً جيداً، فهذا واقعاً كان موجوداً في السابق أما الآن فلا.

فأصبحت غالب المطاعم الموجودة ترغب في الإغلاق، وكذلك الصالونات والمشاريع الأخرى بشكل عام. ولا يعني توقف أو إغلاق المشروع بأنه فاشلاً فيمكن ذلك يعني بأن ليس لديه المال الكافي، أو لم يتمكن من تغطية الرواتب أو بأنه يسرف في الصرف ولم يكن هناك إمكانية لحدوث أياً من ذلك في ذهنه.

وإلى حد الآن فهناك تداول للأخبار والإشاعات حول هذا الموضوع، بأن هناك بعض الحزمات الموجودة في الحكومة والتي تخبر أصحاب المشاريع بمساعدتهم ودعمهم ومنحهم ما يكفي للمواصلة، والفكرة من ذلك هي دعمهم للاستمرارية والمواصلة.

فإن استطعت المواصلة، هل ستتحمل ذلك من غير تراكم الديون عليك؟ عليك ملياً التفكير بذلك، لأن هناك بعض الأشخاص الذين فضلّوا بيع الأغراض الموجودة في المطعم على بيع المطعم ذاته لأنه لا يساوي الكثير من وجهة نظرهم.

وقد تباع هذه الأغراض أو الأدوات أو الآلات ب٥٪ من سعرها الطبيعي، فقد تساوي إحدى الآلات ٢٠٠٠ دينار بحريني ولكنها تباع ب١٠٠ دينار، وأخرى قيمتها ٣٠٠٠ دينار بحريني ولكنها تباع ب١٥٠ أو ٢٠٠ دينار بحريني كحد أقصى، وناهيك عن تلك التي تكون جديدة ولم تستخدم إلا الآن والتي تباع بربع قيمتها أو سعرها الأصلي.

فيؤثر ذلك بديهياً على المشتري مما يزيد من الأشياء التي تحتاج إلى المستودع، التخزين، البيع، فالأشخاص يتخلصون مما لديهم، وليس لديهم مكاناً كي يقوموا بتخزينها. ويرفض بعض أصحاب المشاريع أن يقوموا ببيعها بهذا السعر الرخيص فتجده يحتفظ بها في المخزن الخاص به لمدة عام أو أكثر إلى أن تتضرر أو تصبح غير قابلة للاستخدام، ومن هنا يبدأ بتغيير رأيه ويريد بيعها للمشتري بأي مبلغ ممكن.

ولذلك، لا تجعل اتخاذ قرار إغلاقك للشركة أو المشروع مرتبط بأي أمر معين وإنما هناك طرق بديلة يمكن للإنسان أن يقوم بها كي يحافظ على مشروعه واستمراريته. ومن أحد هذه الطرق هي دخول مستثمر ما معه بمبلغ معين، البحث عن أشخاص مناسبين كي يقوموا بإكمال العمل، القيام بأحد الصفقات، التفاهم مع بعض الشركات التي لديها القابلية بإدارة المحل مقابل نسبة ما، وغيرها من الأفكار والحلول التي يمكن للشخص القيام بها غير البيع. ولكن بالطبع يحتاج إلى سيولة السوق، بالإضافة إلى من لديه ومن ليس لديه المال، ومن يستطيع التحمل وغيره.

وبالتالي ما يمكن استنتاجه من خلال هذا هو إن كنت تفكر في إغلاق المشروع، فتحتاج إلى إعادة التفكير ملياً في الأمر!

ولدي العلم بأن هناك العديد من الفرص الجيدة في السوق وبسبب عدم ملاحظة الناس للواقع فتشعر بأن جميع الأمور مبهمة، فتراه لديه ٥ فروع فيقوم بالتخلي عن إحداهم وإغلاقه، ويبقي ال٤ فروع الأخرى. أو لديه ١٠ موظفين وسيتخلى عن ٣ منهم وسيبقي الباقي. ولا يعي بأن ذلك قد يؤثر سلباً على المشروع وبشكل أكبر.

فبدلاً من تسريح ٣ موظفين من أصل ١٠، قد يصل مع الوقت لتسريح ٤، ٥، أو حتى ٦ موظفين، وهذا يؤدي إلى الخدمة السيئة وصولاً إلى إغلاقه للمشروع. أو يقوم بتقليل جودة الطعام إلى أن يصبح سيئاً.

فعلى الشخص دائما دراسة قراراته وعدم اتخاذها بشكل عشوائي!

سؤال لمن قام بإغلاق مشروعه: ما هو سبب ذلك؟